روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | هل تطبّعت.. بصفات المنافقين؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > هل تطبّعت.. بصفات المنافقين؟


  هل تطبّعت.. بصفات المنافقين؟
     عدد مرات المشاهدة: 2643        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أرجو من سعادتكم مساعدتي في حل مشكلتي شاكرة لكم حسن تعاونكم.

أنا بنتا نشأت مع والدين كريمين , لم يقصرا في تلبية احتياجاتي من الاكل والشرب والملبس والإشباع العاطفي ,منذ صغري وأناأعاني من خجل مذموم يمنعني من فعل الخير أحيانآ

وكذلك أعاني من حبي للجلوس وحدي والعزلة عن الناس خوفآ منهم ومنذ أن بلغت للأسف اكتشفت حبي لفعل العادة السرية فتعودت عليها ولم أستطع تركها حتى بعد علمي بتحريمها

أيضآ أعاني من حبي للعبث بحب الشباب وجروح الجسم حتى أصبح جسمي كله مشوهآببقع بنيةحتى أصبحت عادة مألوفة عندي , وبعد هذا كله لقد من الله علي بالقبول في تخصص راقي ولكن منذ قبولي فيه اكتشفت ضعف عزيمتي وإيماني

وتنتابني مشاعر أنني لا أفهم فأصبحت أعاني من وساوس قهرية وسوء ظن في ربي (أستغفر الله) وأفكار سلبيةعن عقيدتي وحياتي لم أستطيع مواجهتها’ وممازادني قلقآ وخوفآهوعدمارتياحي في طاعة ربي منذ بلوغي وشعوري بألم في صدري مؤخرآ

علمآ بأنني زرت شيوخ لم يجدوا في نفسي مسآ وبعضهم قال عين وزرت طبيبة نفسيةأعطتني حبوب نفسية زادت الطين بلة لأنهاأثرت على ذاكرتي نعم نصحتني بعدم الاستجابة للأفكار السلبية ولكن دون جدوى بل ازددت سوءا وأصبحت أعاني من القولون العصبي ,وكلما أفكر بالتغيير أستصعبه

أعيش في عالم الأوهام ,أشعر بأنني أتطبع بصفات المنافقين فعلا , مؤخرآ تلازمني انقباضات وآلام عند الشروع في أي عمل أسهله غسل الصحون وكنس البيت عند قراءتي للقرآن وسماعه أشعر بأنه تنطبق على بعض صفات الكفار والمنافقين

تنتابني فكرة الانتحار وقت الشدائد ولكن امسك نفسي خشية العذاب أخاف أن يكون طبع على قلبي من حيث لاأشعر. . ساعدوني حتى أعيش حياة طيبة وجزاكم الله خيرا

الأخت الكريمة بشائر الخير.. بشرك الله بالخير و يسر أمرك. . يسرني أن عندك نقاط قوة كثيرة و منها:  أنك سارعت إلى الاستشارة وأنك من أسرة كريمة و تحبين الخير وما شاء الله تبارك الله أنت في المرجلة الجامعية و نعم الله لا تعد و لا تحصى عند كل إنسانز

ولكن ربما تعرضت لموقف معين في مكان ما، شعرت فيه بالإحراج، لعدم قدرتك على إدارته بشكل جيد، لعدم تفعيل مهارات معينة في ذلك الوقت. . و ليس الحل باللجوء للوحدة و العادات الضارة بل يزيد المسألة سوءا:  ضعف في الصحة و التفكير و كآبة و خوف و قلق وساوس - لا سمح الله.

الوسواس يمكن التغلب عليه أيضا بالعلاج المعرفي السلوكي بالتفكير بطريقة إيجابية مما يؤدي إلى وجود مشاعر ومعتقدات إيجابية وبالتالي إلى سلوك إيجابي.. ويحتاج ذلك لهمة عالية فثقي بالله أنك تستطيعين التغلب على ذلك الوسواس وهذا الخوف.

وأنك تستطيعين التمييز بين ما تريدينه وما لا تريدينه.. أي رددي دائما العبارات الإيجابية وابتعدي عن العبارات السلبية نهائيا، رددي: أنا مؤمنة بالله وواثقة بالله ثم بما منحني الله من قدرات.. . لن استمع إليك سأستمع إلى كلام الله.. فالله الرحيم لا يكلف نفسا إلا وسعها، سأسأل العلماء الثقات لتكون دائما أفكاري صحيحة موافقة للشريعة و لتكون نفسي مطمئنة..

فأنا أقوى منك لأني أستند إلى الله القوي.. ونستفيد من وصية الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستعذ بالله من الشيطان الرجيم وأن نقول آمنت بالله ورسله.. ثم ننتهي سريعا بتغيير الموقف والانشغال بأشياء مفيدة..

وخطوة نجاح تتلوها خطوات من النجاح بإذن الله.. وقد يحتاج ذلك وقتا فلا تيأسي من التغيير.. وابشري بكرم الله ورحمته ولطفه.. فتفاءلي بالخير تجديه بإذن الله.. (إذا: عندما تخطر ببالك تلك الأفكار استعيذي بالله من ذلك وأبعديها عنك بالمسارعة للتفكير الإيجابي البديل وإشغال وقتك عن تلك الأفكار بما يفيد وبشكل جماعي مع أهلك وصديقاتك الصالحات.. وثقي أنك أقوى من ذلك الوسواس بإذن الله). .

والدواء يصفه الطبيب النفسي فقط - إن لزم الأمر - فيمكنك استشارة الطبيب في الموقع أو غيره، لكن من الخطوات العملية و المفيدة للتغلب على هذه الصعوبات:  

1- اعلمي أنك لست الوحيدة الذي صادف صعوبات. . و أنك ستنجحين بإذن الله في تجاوزها كما نجحت الكثيرات بهمة عالية. . فلتحددي لنفسك أهدافا جميلة و تسعين لتحقيقها بكل جد و نشاط لتكون حياتك لها معنى جميل.. و تكون نفسك مطمئنة. . بإذن الله.

2- يلزمك إعادة تفعيل وتقوية الثقة و الصلة بالله وأنه معك يرعاك و أنك قوية بإيمانك وبما منحك الله من قدرات و مواهب و نقاط قوة كثيرة..

3- يلزمك إعادة تفعيل مهارات مفيدة لحياتك كمهارة فن التواصل مع الأهل و الصديقات بأن تكوني مستعدة لذلك و تعرفين متى و أين و لماذا و ماذا تقولين و كيف تتصرفين، و كذلك اكتساب مهارة حل المشكلات، ومهارة اتخاذ القرار و غيرها من المهارات اللازمة لتطوير الذات لتحقيق الأهداف المرجوة. .

4- أن تجهزي موضوعا مفيدا و تقدميه أمام أهلك ثم صديقاتك الواحدة تلو الأخرى. . و تتعرفين أكثر على المحاضرات و يساعدنك لكسر حواجز الخوف و القلق. .

5- قبل البدء بالموضوع:  سارعي إلى الدعاء:  (رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) . . (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا) . .

و يفيدك تمارين الاسترخاء مثل أن تأخذي شهيقا عميقا تملئي به رئتيك بالهواء المنعش النقي بهدوء وتتخيلين خلال ذلك العبارات الايجابية و مناظر طبيعية حلوة و أصوات جميلة كتغريد البلابل و شلالات المياه العذبة، ثم أخرجي الزفير بهدوء و معه أي أفكار سلبية و قلق و رهاب. . ثم ابدئي دون تردد متوكلة على الله. .

6- وحتى يكون أداؤك رائعا و حتى تكون كلماتك واضحة و مسموعة خذي شهيقا عميقا بشكل تدريجي قبل كل جملة ثم تكلمي بهدوء. . لا تهتمي بما قد يقال. . ثقي أن الكثير يخطأ ثم يتعلم من خطأه..

بل اهتمي بالموضوع نفسه وأنك قادرة بإذن الله على تحقيق النجاح حتى لو تلعثمت أو أخطأت لا تبالي أكملي بكل ثقة و هدوء.. بالتالي سينكسر حاجز الرهاب و القلق شيئا فشيئا. . بعدها تكونين قادرة على التحدث بطلاقة و بكل ثقة. . فتفاءلي بالخير تجديه بإذن الله:  إن خالقك الذي كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون. .

7- أشغلي وقتك و فكرك بما يفيد و ابتعدي عن خطوات الشيطان و عما يثير الشهوات و كرري تمارين رياضية بسيطة و لا تذهبي للنوم إلا و أنت مستعدة للنوم تذكري قصص الأنبياء و الصحابة و التابعين إلى يومنا هذا يبتلى المؤمنون و المؤمنات. . (و لا تيئسوا من روح الله) . . (سيجعل الله بعد عسر يسرا) . .

تدبري آيات الله و أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم، و كرري سورة الضحى و الشرح. . و أذكار الصباح و المساء. . ثقي دائما أن الله معك. . يرعاك. . يوفقك. . و اتبعي نظاما غذائيا صحيا متوازنا بعيدا. .

و ضعي برنامجا للإنجاز. . و اعلمي ان كل شيء له وقته المقدر. . لكن علينا الأخذ بالأسباب. . فاطلبي الدعاء من الوالدين و نحن جميعا ندعو لك بأن يكون لك بصمة رائعة و مكانة في مجتمعك و أمتك و يرزقك الله الزوج الصالح بإذن الله. . . وفقك الله.


الكاتب: أ. أنس أحمد المهواتي

المصدر: موقع المستشار